في احد السنين تأخر الرجع عن نجد ... والشمال ربّع ... وأحالوا اهل نجد للشمال قريب من حايل ... يبون الحيا ... وربعوا وعينوا من الله خير ... وكان وحده من حريمهم اسمها هدابة ... أصابها حمى ... وماتت ... الله يرحمها ... قاموا وصلّوا عليها وقبروها في صاح هاك الضلع ... وراحوا وخلوها ... وجاء القيض ويبس العشب ... وكلٍ رجع لديرته.
مرت السنين والسنين على هاك الربيع ... وفي يوم من الايام كان لجماعة هدابة غرض في حايل ... عند ابن مساعد ... راحوا له ويوم قضوا غرضهم نكسوا راجعين ... وهم سارين في اليل انهكهم التعب ... وقالوا خلونا نمرح ونريّح ركايبنا ... ويوم نوخوا وهم يبطّون النار ويسوون عشاهم ... ويوم تعشوا وهم يتسدحون ... ذابحهم التعب ... بس الرياجيل ما رقدوا ... لأنه ايقضهم صوت حرمة تغني بأعلى صوتها في راس الضلع في الليل ... والصوت بعد مهوب غريب عليهم ... قاموا يتوحون فيها لينها تقول:
شيلوا على الاملح بقايـا زهابـه ******جملكم اللي فـالعشايـر تهـدّون
ذيله على العرقوب غادٍ اخضابـه ******وَقْم الرباع او السديس او بعد دون
قولوا هـذا قـولٍ تقولـه هدابـة ******والاجنبي بديار الاجناب مشحون
ويوم اصبح الصبح اكتشفوا انهم جنب امراحهم هاك السنه اللي ربعوا فيها يم حايل ... وان الضلع اللي كانت تغني على راسه الحرمة هو الضلع اللي قبروا هدابة فيه.
الله يرحمك يا هدابة ... والله اني اول ما سمعت هالقصة وكنت في وقتها صغير حزنت لاخر درجة.... وراهم يخلونها في ديرة القوم.
ومن الامثال اللي جرت على ألسن الجن