هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
قرأت مقالاً بعنوان (القرآن[الكريم]في الشعر الجاهلي) لكاتبة تسمى "فيبي عبدالمسيح صليب"، جاء فيه:".. وإن كان للشعر تلك المنزلة عند عرب الجاهلية فلم يكن موقعهم في القرآن[الكريم] أقل. وكان أثره في الناس ربما أقصى من وقع السيف وكم من شعراء لا نسب لهم بل هم في عداد العبيد خلد ذكرهم بينما أسيادهم طواهم النسيان منذ أمد بعيد ويحضرني منهم عنترة العبسي ... لست أنا الخنساء ولا أدعي ... ولا متمكنة من علم القوافي والعروض، ولكنه الفزع والهول الذي انتابني وأنا أقرأ أشعار الجاهلية ووجد التطابق التام بين القرآن[الكريم] وتراكيبه وأفكاره وبين أشعار عرب الجاهلية قبله كم أنا حزينة لذلك الجهل والخداع والجبن الذي ينخر في عقول وقلوب وألسنة وأقلام الكتاب والمثقفين ورجالات الإعلام وأجهزته العربية والإسلامية، فتطل علينا وجوه أعاذنا الله منها، تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن [الكريم]فجل ما ينسبونه للقرآن والنبي من إعجاز فاضت به قريحة شعراء الجاهلية وأوحى لهم بها شيطان الشعر ... نعم حزينة من كل تلك الأحاديث والكتب والمقالات والحلقات التي يكتبها ويتفوه بها كل الشيوخ والكتاب والصحفيين والمطبلين ورجال الإعلام الذين يسيرون في درب الحقيقة برجْل واحدة وينظرون إليها بعين واحدة، فلا يقولون إلا نصف الحقيقة، إن كان هناك حقيقة يتحدثون عنها، ويتجاهلون النصف الآخر بل يُكفِّرون ويلعنون ويصادرون ويمنعون ويرهبون وحتى يقتلون من يفتح فاه ويتحدث عن النصف الثاني من الحقيقة .... وأنا هنا أريد أن استعرض بعضًا مما أوحى به شيطان الشعر في الجاهلية وفاضت به قريحة شعرائها وبين ما قاله محمد[صلى الله عليه وسلم] بوحي من جبريل والعليم الخبير .... الإنسان ابن بيئته، ولطالما تغنى العرب بالأشعار ونصبوا لها الأسواق والمواسم التي كان محمد[صلى الله عليه وسلم] يحضرها مع غيره من العرب سكان البادية ....... لا يحتاج المرء أن يكون شاعرًا أو دارسًا للعروض أو خبيرًا في ضروب الشعر وأوزانه وقوافيه حتى يتسنى له أن يرى التشابه والتطابق بين القرآن والشعر الجاهلي لا في الأفكار والمعاني فقط بل وفي الألفاظ والتراكيب أيضًا. لقد اهتم القرآن بالشعر والشعراء حتى أن هناك في القرآن سورة باسمهم هي سورة الشعراء. نعم هناك حقيقة ناصعة لا يضل عنها إلا المصابون بالعمى، وهى أن الشعر الجاهلي مرجع لمن استشكل عليه أمرًا من غرائب القرآن[الكريم]. فقط يحتاج المرء إلى قليل من الحيادية والتخلي عن المذهبية و التعصب الذي لا يصيب البصر بالعمى بل والبصيرة أيضًا. أما موقف النبي[صلى الله عليه وسلم] من الشعر وإن كان متناقضًا إلا أنه لا يخرج عن السياق العام من الخطاب المحمدي الذي كثيرًا ما كان متناقضًا وكذلك الخطاب القرآني وإن كان التبرير جاهز وهو الناسخ والمنسوخ!!!!!