إليك أمي أطرز منديلا أخط به حبي وعزتي وفخري بك، فخر بأنك أم عربية مؤمنة، لم أكن أدري أنه بمجرد تذكري لعيد الأم سيشعرني بنسمة دافئة مغناة بأعذب الكلمات والمعاني الصادقة، ويشرع أمامي مدى من الخواطر، ويستثير بداخلي فيضا من المشاعر الصادقة تضيء لي عالما كانت تغمره اللامفهوميه ولا وضوحية إلى عالم كله وضوح ومفهوميه، يملؤه السرور الوعيد والإيجاد الثمين الذي كان يتربص في أعماقي منتظرا تلك اللحظة هي لحظة الانفجار الكبرى، لحظة الإعلان عن وجوده بداخلي، يكثف عندي إحساسا بالحب والمحبة وامتلاء العالم من حولي، إليك أنت يا ست الحبايب، يا أغلى من روحي، وعيني، عمري كله يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة.
أحب ملمس صوتك وحديث عينيك ودفء كلماتك وأنفاسك وحضن وجهك الرائع الجميل، كل تلك الأشياء تلخص كلمات ليست ككل الكلمات، أحلاما ليست ككل الأحلام.
حنان، رأفة، حب، إخلاص وأحلام وردية أمام عيد الأم وها هو يطرق بابي بيد بيضاء، يضم بين أصابعه سيناريو من أيامي وذكرياتي الجميلة من طفولتي وإلى صبايا وحتى أيامي هذه معطرة بالرونق والبنفسج الرائعين مغلفا إياهم بسعف أخضر من نخل الأمومة الباسقة.
أتساءل من أين تأتي كل هذه المشاعر الجياشة التي تزعزعني ولكن بلطف ورفق شديدين؟ ومن أين تنبت تلك الأجنحة الصبيانية الوديعة البريئة، التي تجعلني أغزو فضاء مجهول الهوية حقا؟ مجيء العيد يجعلني أنتفض بتلك الأحاسيس والمشاعر، وأيضا يجعلني أقتني أفضل المعاني والكلمات من أجلك... ولكن ماذا أقول وأنت القول كله؟ وماذا أهديك وأنت أعظم و أغلى هدية من رب السماء؟ وكيف أهنئك وأنت تهنئة حياتي يا قرة عيني ومهجة فلبي ... يا أماه.
أقبل يديك يا غاليتي و السعادة تغمر قلبي بذلك... وأحس أن العالم كله يبارك لي هذه القبلة بكلمات وألحان غير دنيوية أبدا.
فما عساي إلا أن أدعو رب العرش العظيم، رب الأرباب، الحي القيوم أن يطيل اللهم في عمري والدي وهذه الدعوة موجهة إلى كل من يقرأ هذا السطر البسيط، فإليكم بمثله.
آمين.. آمين يا رب العالمين وصل اللهم وبارك على خير الأنام " محمد" صلى الله عليه وسلم. الذي أوصانا بالأمهات خيرا حيث قال:" أمك ثم أمك ثم أمك".
صدقت وما نطقت عن الهوى يارسول الله.